أرشيف

مطلوبة لكسر حاجز الصمت بشأن جرائم الشرف: رنا الحسيني

  بوصفها صحفية أردنية، تستخدم رنا الحسيني مهنتها في كشف حقيقة جرائم الشرف في بلادها. حيث ساعدت أعمالها في نشر الوعي بالقضية التي مازا الت من المحرمات في المجتمع وساعدت على الدفع بالإصلاح القانوني وتغليظ العقوبات المطبقة على مرتكبي هذه الجرائم. في كتابه الجديد، القتل باسم الشرف، تكسر رنا الحسيني الصمت لمناقشة موضوع جرائم القتل بزعم الشرف وتحكي قصص أحد النضالات البطولية للنساء ضد هذه الممارسة.

كيف اشتركت في هذه الحملة؟
في سبتمبر 1993، بدأت عملي كصحفية في صفحة الحوادث بصحيفة الأردن تايمز، كانت أول القصص التي غطيتها عن فتاة تبلغ من العمر 15 سنة تم اغتصابها على يد أخوها ثم قتلتها عائلتها، تحت زعم الحفاظ على شرف العائلة. حركتني هذه القصة بشدة، وبدأت أهتم أكثر بتلك الممارسة. من خلال بحثي، أدركت كيف يتم تتفيه هذه الجرائم بواسطة المجتمع والمحكمة. الرجال يرتكبون هذه الجرائم دون عقوبة، وفي أشد الحالات يحصلون على سنة أو سنتين سجن فقط!!  ولهذا شاركت في الحملة لأكون صوت لتلك النسوة التي ليس لهن صوت!

ما الذي يدفع بأب أو أخ لقتل أخته أو بنته؟
العادات والتقاليد هي التي تحكم المجتمع والحياة داخل الأسرة، والشرف مسألة كبيرة جداً هنا. عائلة ضحية الإغتصاب يتم احتقارها من قبل المجتمع، والأقرباء الذكور للضحية يعتقدون أن قتلها هو الحل الوحيد لاستعادة مكانة وهيبة عائلتهم. وهذه الممارسة لا تلقي فقط بقيود على جسد المرأة ولكن أيضاً تحافظ على البناء الأبوي للمجتمع – فبدلاً من ملاحقة مرتكب الجريمة، يتم قتل الفتاة الضحية!

ما هي التحديات التي قابلتيها منذ بداية هذه الحملة؟

عندما بدأت الكتابة حول هذا الموضوع، لم يتم استقبال عملي بشكل جيد من قبل الشعب الأردني، خاصة بين الفئات الأكثر تشدداً وتقليدية. يجب أن تعي أنه من قبلي، لم يتم الكتابة أبداً عن جرائم الشرف، والكثير، حتى من لم يوافق على تلك الممارسة، كانوا يخجلون من الدخول في مناقشات عامة بشأنها. ولحد الآن، لا يتم استقبال أعمالي بشكل طيب في الأردن. لكن، كلي أمل بأن يحدث التغيير. هناك عدد متزايد من المؤيدين الذين يدفعون بالإصلاحات القانونية التي تهدف إلى معاملة النساء ليس كمجرمات ولكن كضحايا!

لغز: لماذا تواجه سيدة سعودية عجوز في الخامسة والسبعين من عمرها الحبس والجلد والترحيل؟

الإجابة: بسبب "اختلاطها" مع إبن أخيها وأصحابه. في القانون السعودي هناك جريمة أسمها "الخلوة" أو "الإختلاط بين النساء والرجال غير ذوي القربة." تم الحكم على خميسة سوادي، أرملة عمرها 75 سنة، بأربعين جلدة، والحبس أربعة أشهر، والترحيل بسبب زيارة ابن أخيها وشريكه في العمل لها في بيتها. في المحكمة، دافع ابن أخيها عن نفسه بالقول أن سوادي أرضعته بينما كان طفلاً وهي له بمقام الأم حسب الشريعة الإسلامية، لكن المحكمة لم تنتبه لهذه الحقيقة وأمرت بحبس الرجلين وجلدهما أيضاً.

————————————————————

نقلاً عن نشرة: (الحقوق المدنية في الشرق الأوسط)

 

زر الذهاب إلى الأعلى